- وعلى الرغم من تواضع ملعب أسوان ومحدودية استيعاب مدرجاته التي لا
تفوق 10 آلاف متفرج، إلا أن الإقبال الجماهيري على شراء التذاكر تجلى
كثيرا في ساعة مبكرة من يوم الخميس، جسدته مشاهد الطوابير والتدافع على
حواف الملعب وبمحاذاة المنافذ.
تذاكر زهيدة الثمن وجماهير أغلبها من عناصر الأمن
ولم
تكن تذاكر المباراة بثمن يدفع الجماهير إلى الإحجام عن متابعة اللقاء
والمقدرة بحوالي 3 جنيهات (حوالي 45 دينارا جزائريا)، لكن الذي وقفنا عليه
هو أن الغالبية من عشاق المنتخب من سكان أسوان اشتكوا عدم مجانية الدخول.
ووقفت
"الشروق" على مشاهد متنوعة عن الإقبال الجماهيري رسم صورة مسبقة عن المشهد
العام الذي سيسبق مباراة الجزائر في 14 نوفمبر المقبل.
وتوافد
عدد كبير من قوات الأمن بالزي المدني والعسكري في ساعات مبكرة على الملعب،
وشاهدت بعثة الشروق الكم الهائل الذي تدفق على الملعب ما جعل نصفه من
عناصر الأمن.
العنصر النسوي حاضر... وضغط لا يرهب
وكان
للعنصر النسوي مكان بين الجماهير، على الرغم من أن منطقة أسوان تعتبر من
المناطق المحافظة في مصر من أبناء الصعيد والنوبة، على الرغم من النداءات
المتكررة التي يوجهها عدد من المسؤولين والإعلاميين بدعوة البنات إلى عدم
حضور مباراة الجزائر، لحاجتهم إلى ترهيب المنتخب الجزائري بأصوات رجالية
وليس بأصوات ناعمة.
ولا
يبدو أن المنتخب المصري بإمكانه إرعاب المنتخب الجزائري بصيحاته، على
الرغم من أن المشهد في أسوان يختلف تماما عن المشهد العام في القاهرة
وحضور حوالي 80 ألف متفرج.
الجزائر على كل لسان في أسوان
ويبدو
أن طيف الجزائر كان حاضرا بقوة في المواجهة الودية بين مصر وتنزانيا والتي
رصدتها الشروق في ساعات مبكرة من يوم المباراة، حيث التف عدد من المناصرين
مرددين شعارات تمجد منتخبهم.
وتردد
كل الألسن في مصر كلمة "الجزائر" وربما لو أجري استطلاع للرأي، فإن كلمة
"الجزائر" هي الأكثر تداولا بين 80 مليون مصري في الأيام الأخيرة.
ولا
يترك أي مصري فرصة تجولنا في شوارع المدينة أو بالقرب من الملعب ليتوعّدنا
بالانتقام منّا مما حدث في مباراة الذهاب وتحقيق فوز صريح يقود منتخب
بلادهم إلى التأهل للمونديال.
إحباط وصدمات في حال الفشل في بلوغ المونديال
وتغلب
العاطفة عند الجماهير المصرية كثيرا، إذ لا يجد أي منهم حرجا في التأكيد
على أن المنتخب سيفوز بالأربعة والخمسة إذ لم يعد يفرق بين الواقع
والتمنيات.
ويقول
رئيس تحرير موقع "كورابيا"، المتخصص في كرة القدم، إن المصريين كلهم
متفائلون بتحقيق التأهل، وأن عملية الشحن الإعلامي جعلت المصريين لا
يقبلون بغير التأهل، مؤكدا بأن خسارة التأشيرة أمام الجزائر سيشكل صدمة
كبيرة.
وقال
وليد وهو يشاركنا تناول وجبة العشاء عقب مباراة تنزانيا، إن الشارع المصري
لن يقبل بغير التأهل، وحري بقادة الرأي في بلده أن يهيّئوا منتخب بلادهم
لتقبل الهزيمة مثلما الفوز وذلك لتفادي الإحباط على حد قوله.
عذرا يا جزائريين... حاولوا 2014
ورفع
المنتخب المصري الكثير من الشعارات التي حسم من خلالها تأشيرة التأهل
للمونديال مبكرا على حساب الجزائر في إطار الحرب النفسية التي تسبق
المباراة.
وانتظر
المصريون تسجيلهم للهدف الأول في شباك تنزانيا ليعلونها صراحة حربا
"نظيفة" على الجزائريين من خلال ترديد شعارات تمجد منتخبهم وتحاول النيل
من الخضر.
وبدأت
"الأوركسترا" المصرية بترديد شعار: "بالطول بالعرض... عايزين ثلاثة"، ثم
بدأت الشعارت تتوالى والتي لم نفهم منها سوى كلمة الجزائر.
ورفع
الأنصار لافتات حملت شعارات مختلفة مثل "عفوا يا جزائريين حاولوا في
2014"، في إشارة إلى أن مصر ستتغلب على الخضر وتتأهل للمونديال المقبل.
بينما رفعت جماعة الالترا (الالتراس)، كما يقال في مصر، شعارات مكتوبة باللغة الإنجليزية "باي باي يا جزائر".
وإذا
كان وجودنا كجزائريين طرح أكثر من تساؤل من طرف الجماهير، إلا أن الغريب
كان من بعض الإعلاميين المصريين الذي لم يهضموا ذلك، بل هناك من وصفنا
بالجواسيس، في وقت استغلوا فيه الفرصة ليتوعدوننا في مباراة 14 نوفمبر على
سبيل الدعابة.